أوراق محشورة



في هذا الوقت يخفق قلبي بقوّة دون سببٍ يدعوه لذلك، أعتقد أن جسدي يضع قلق الظهيرة بمحمل الجد أكثر من اللازم.

التاريخ: ٤-سبتمبر-٢٠١٧، ما زال صيفًا لافحًا، وإنها الظهيرة أيضًا
المكان: البيت، أحب البيت، أكاد أدمع وأنا أقول: أحب البيت
الوضع: رتّبت مكتبي ونفضت الغبار وجلست وتناولت الدفتر، ممزّق، مثلي يعني، أخطط لإصلاحه منذ مدّة، وإصلاحي
تفصيل للوضع: كل الغرفة تحتاج ترتيبًا ونفضَ غبار، وعقلي أيضًا
بسم الله:
آه، الحياة.
ــــــــ
السلام يا أنا الوحيدة، التي لا تُجيد الكلام، ولا تعابير الوجه المناسبة ولا التفاعل مع أحاديث الناس، وعليكم السلام،
السلام يا أيها القارئ، المستسخِف أو المستغرب أو اللامنفعِل، السلام على حَيِّنا، وعلى الحياة
السلام على حموضة معدتي المتفاعلة مع استيائي، وعلى رئتي التي تضيق مع ضيقي، على كل الأشياء، وعليكم السلام.

أمنيات الحياة، (هممم، فلنقل: أمنيات الوقت الراهن، كلمة الحياة كبيرة، تعرف):
١- أريد أن يكون عندي أصدقاء، هممم، عندي.. حسنٌ، أريد أن أشعر أنّ عندي أصدقاء.
غريب أن يحتاج المرء للشعور، لا الأشياء. الأشياء عنده، يريد الشعور فحسب. أريد الشعور بامكانية تكوين العلاقات الإنسانية. أريد الشعور بأن حياتي طيّبة، لديّ حياةٌ طيّبة؛ أريد الشعور بذلك، الشعور الدائم.
٢- أريد تعلّم وضع الآيلاينر، أختي تبدو حلوةً به، أريد.
٣- أريد الذهاب لمكّة والمدينة بأسرع فرصةٍ ممكنة، أحتاج ذاك البكاء الأول.. يوم كنتُ أمشي وأبي على شمالي وأمي وإخوتي خلفنا، ثم تشرِق الكعبة من بين الأعمدة والجدران، وأجهش.. ويلتفت أبي إليّ ويبتسم، ويكمل التلبية.. أحتاج.
٤- أشياء من قبيل البشرة الجيّدة والجسم الصحيح و...

ـــــــــــــ
ألن تُخبريني ما الذي أدخلك الطب؟
هممم، لا أعرف والله
حقًا؟
حسنٌ أظن أن الأمراض كانت تُعجبني، درستها في سنتي قبل الأخيرة في المدرسة، كانت مثيرةً للاهتمام، أكثر من الكهرباء والمغناطيس والتفاضل والتكامل..
أجلس مقابل الطبيب وتبدو لي كأنها المرة الأولى التي أزور فيها طبيبًا، أظلّ مرتبكة، لما لا أعدّد أعراضي عوضًا عن الجلوس والتحديق فيه وهو يسحب الكلام مني؟ آه
أيوه! أشعر بهذا أكثر وأنا مُستلقية!
قلتِ أن كل هذا بدأ قبل سنةٍ تقريبًا، ما الذي تغيّر قبل سنة؟
همممم، دخولي للكليّة؟
يتناول ورقة موعدي ويرسم على ظهرها خطًا وخطًا آخر يعامده، “إليكِ كيف تعمل أحماض معدتك مع الوقت، هذا عندما يحين وقت الطعام وتستعد هي، هذا عندما تُطعمينها، ينخفض.. هذا إذا استعدّت هي ولم تُطعميها، ترتفع وترتفع.. هنا بالضبط…”
يحكي أبي لأمي يوم نعود للمنزل “كان راسها بيدخل في الطاولة غدير من كثر ما تحمّست يوم بدأ الطبيب يرسم”
يقول الدكتور (واصف) فيه نهاية اللقاء: ..لكن تذكّري، نحن ما نحب الأمراض، دخلنا الطب عشان نتخلّص منها، صح؟
أنتشي.. ونمضي.

ــــــــــ
تنتظرني أيامٌ جديدة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وجدت ذلك مكتوبًا على كومة أوراقٍ محشورةً بين الكتب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وداع ونجوم وقطّ أسود - مذكرات

عشيّـة

ضجيج .