المشاركات

عرض المشاركات من 2017

بيتُنا قريب

"بمسخصص.. يعني بركاء، المصنعة، السويق، الخابورة، صحم واااا أخيرًا صُحار" يعدد أبي الولايات التي سنمرّ عليها في الطريق من بيتنا إلى مقرّ الكليّة. ____ نصل، أشعر بتوترٍ شديد، أشعر أن أغراضي أكثر وأنا أثقل. ينزِل أبي كل أغراضي بحذر ويضعها فوق بعضها، أستدير نحو كل الجهات وأستوعب.. آباء، حافلات، حقائب كثيرة، ثلاجات وعلب ماء. يقف بابا حين ينتهي تمامًا، ينفض كفّيه، "بابا جبت الكيسة الصفراء ماما حاطة فيها تمر!" يردُّ بالإيجاب، يقف وينظر إليّ، يقف الصخب كلّه ولا أسمع وأرى إلا أبي. “..واهتمي بنفسش وكوني مجتهدة… وصح! لو احتجتي أي شيء ترى عادي أجي من مسقط أي وقت نزين بابا؟" أقف على أطراف أصابع قدمي لأصل إليه، أحضنه، يمضي، وأمضي.. ___________ نصفّ أنا وغيداء رفيقةَ الغرفة حاجيّاتنا في غرفتنا المشتٓرٓكة؛ بسكويتاتٌ كثيرة، كورن فلكس، أكياس شاي لبتون، مكسّرات، معمول.. مقلاة للاحتياط، اسفنجة غسل الصحون، منظّفات تنبعث منها رائحة الصبّار.. نصل إلى المكتب.. أقف أمام مكتبي بوقار، أضع إطار صورتي أنا وغادة في أعلى رفّ، كتابٓي الكيمياء والأحياء الضخمٓين في الأسف

دعني أُسمِعك أخباري

“- مو ذا عايشة؟ - وَطْيَة جايبنها بدر وحليله، رابَ مغواها”* أجابت جدّتي بفرح يوم سألها جدّي عمّا ترتديه وتتبختر به. ولم أنسَ بسمتيهما ذاك المساء. ـــــــ - كانت أربعاءً مشمسة، كنتُ أرتدي نظارةً شمسية يُطلق عليها أبي: النظارة البايخة؛ لأنها ثُمانيّة ولونها كجلد صرصور، ويقول أنها موضة الثمانينات. يضحكني وصف أبي للأشياء بـ"بايخة"، أعني، ما معنى "البياخة" لغويًا أصلًا؟ لا أعرف لكنني متأكدة تقريبًا أن رائحة الرَّيحان التي كنت أحشُرُه بها في صباحات المدرسة لم تكن لها علاقة بالبياخة. وكان يقول "غشّيتينا بذا الريحان البايخ”. وكنت أضحك وأستمرّ في قطفه كل صباح. أنزل من السيارة على أرضِ الجامعة تلكَ الأربعاء ويُشير أبي قائلًا: “كلية الطب في ذلك الاتجاه. تعرفين صح؟ أين ومتى ألتقيك؟” أُجيب: سأكون في المكتبة ريثما تُنهي محاضرتك. “اتفقنا إذًا، يلا..” ينطلقُ هو باتجاه كلية العلوم وأنطلق بالإتجاه الذي أشار لي إليه. أرسل لأروى أنني هنا فهلّنا أن نلتقي؟ ألتقي أروى بعد دقيقتين من دخولي الكلية، أروى إنسانة طيّبة وجميلة، وتُحب الشِّعر وأنا أحبّها. تُخبرني أن لد