المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢٠

عشيّـة

الساعةُ التاسعة إلا الربع، مساء الأحد. أجلس على الرصيف متّكئةً على عمود مظلّات المواقف التي لا تكون بهذا الفراغ طوال النهار، أسمع نعيق غراب، القمر المكتمل عن يميني، أفكر في كل الأشياء الآن  وطوال الوقت بلا استراحة. ذهني مكتضٌ صاخب مزعج مشوّش مثيرٌ للتقيّؤ والبكاء والصراخ. أمشي بين الناس بهدوء وحواجب معقودة، أتمسّك بأطرافي لئلا تنساب مشاعري وعبراتي منها إلى الأرضية. أشعر بكل شيءٍ فعلًا. بمشاعر لا تجتمع في البال الواحد في اللحظة الواحدة. ولم تكن هذه قضيةً هامة لو لا أنني الآن بالذات لا وقت عندي لأي من هذا ولا حتى لأكتب ما أكتبه الآن. عندي امتحانات ولا شيء أبدًا أبدًا تحت السيطرة ولا حتى بمقربةٍ منها. لقد حدث الكثير الكثير الكثير، أكثر مما اعتاد عقلي، المضطرب على الدوام. أودّ لو أتقيّأ روحي الآن، هُنا. حيث لا يراني أحد ولا يسمع شهقاتي الأخيرة؛ غير القمر، والغراب، والاسفلت الذي سأتمدد عليه بارتياح. كم أود أن أوقف كل شيء عن متابعة الأشياء، كيف تمضي الحياة بهذه الاعتيادية بعدما حدث كل ما حدث؟ ألا يحترم أيُّ شيءٌ أيَّ شيء! أريد أن أستمر في التعبير عن رغبتي في التقيؤ والفناء؛ و