المشاركات

وداع ونجوم وقطّ أسود - مذكرات

٢٥ أغسطس  ٢٠٢٠ مرحبًا ومساء الخير وسنة قمريّة جديدة سعيدة ! أجلس الآن   على سطح البيت وأتحسس  هواء المساءات الصيفية  على وجهي، قمرُ السنة الجديدة ساطعٌ جهة يسارِ بيتنا، هناك غيماتٌ متفرّقة ونجومٌ تُضيء رغمًا عن مصابيح العاصمة الصاخبة . الأشياء والكائناتُ من الأعلى ليست ضئيلةً فحسب؛ بل مُثيرةٌ للاهتمام والتعرُّفِ من جديد . أهمها حاليًا هي قطةٌ سوداء جالسةٌ بوَقار على خط التقاء جِدارَيْنا نحنُ والجيران، تُراقب الآتي والذاهِب؛ بتأمُّل وحِكمة عجوزٍ ينظر إلى الحياة التي عرفها طويلًا، وعرف الدوافع وراء ما يفعله الناس، والمعنى من اتجاه الريح وكثافة الغيوم وقربها، وعُمرِ الأشجار وما إذا كانت ستثمر في موسمها الآتي .  أُقاطع كل ما تفعله القطة الوقور هذه وأقول على بُعدِ طابَقَين منها : ” ميااو “ فتلتفتُ ببطء باحثةً عن مصدر الصوت ولا تجده، فأقول بصوتٍ أعلى وأبشع ” مياااو !“ فتلتفتُ هذه المرة باستفزاز وتبحث، ولا تجد، وأستمرّ وأضحكُ كالمجنونة أعلى سطحٍ أَرى منه ولا أُرى . اليوم