على شفا جُرفٍ هار

صديقي الذي لم يتوقع يوماً أني سأكتب لهُ هُنا، ها أنا أستيقظ مُرتاعاً بعد أن انتصفّ الليل بساعة وكأنّ صفعةً تلقيتها في المنام تأمرني أن أكتب، لك. فأخضعُ لها وأترك فراشي الوثير وأُغلق جهاز التكييف لأسمع خلجات نفسي بوضوح؛ دون تشويش..
مؤخراً، عشتُ وإيّاك وصديقُنا الآخر "مخاضاً فكرياً" يخصّ قضية حساسة، لا أعلم كيف ومتى ولِما وصلنا إليها، لكن يبدو أننا غرقنا فيها سوياً دون إحساسٍ منّا.
كنتَ أنت أول من يتعرّض لها، للملحدين، أكثر البشر في هذه المجرّة استحقاقاً للشفقة.. كنت تؤمن بدورك مسلماً أباً عن جد أنهم مساكين، ونؤمن معك لكن بسطحية، لأن معرفتنا بالأمر كانت ضحلة إلى أن وصلنا يوماً ما إلى مرحلة المُستغيث من الغرق.
قبل أن نبدأ في الاستغاثة -التي لم نشعر وقتها أنّنا نستيقظ وننام عليها- بدأ صديقنا الآخر يتعمّق أكثر فأكثر. أخبرني يوماً أنّه دخل في دوّامة كلما أراد الخروج منها بلعته أكثر، كنت أضحك ولا أفهم ما يعنيه بالضبط، ويردّد أنه لا يكاد يشبع من القراءة في الموضوع، وأغبطه لمجرد أنه يُكثر القراءة رغم عدم فهمي لِما يشعر!
وكنت أنت هناك ببراءتك وضعفك تتعرض لتيارات جارفة، ولا يشعر أحدنا بك. تُناقش وتُدافع وتجادل بمعلوماتك المتواضعة جداً، تُخبرني أحياناً أن أحد هؤلاء المساكين قال كذا وكذا، وأجبتَهُ بشجاعة كذا وكذا لكنه أصرّ وأتى بأدلّة كذا.. كانت في بداية حديثك نبرة فخرٍ أنك ناقشتهم مع نبرة استحقار لهم، ثم تقتحمهنّ نبرة تقول (كان محقاً في هذا ولم أجد ما أُجيبه عليه). وكنت أركّزُ على النبرة الأخيرة وأصرخ في وجهك أن توقّف عما تفعل! أنت تدخل نفسك في نقاشاتٍ عقيمة و متاهات لا تنتهي! 
وتأتيني في أيامٍ أخرى وتسردُ نقاشاً عقيماً جديداً، وأصرخ أنا بدوري صرخاتٍ جديدة، ليست جديّةً ومُدركةً للوضع حقاً لكنها قاسية على أية حال؛ مما جعلك تتوقف عن السرد لي وأنسى أنا الموضوع برمّته وأكمل حياتي كما لو أنّ مصيبةً لا تستعدّ للوقوع بنا، لم أكن أشعر بشيء..
لحظة! هل قلتُ أني لم أشعر بشيء؟ دعني أربط الخيوط ببعضها..

في موقع تواصل -تافِه- كنتُ أتملّص من أوقات المذاكرة لأتصفّحه، (أنت أكثر من يفهم إدماني للأشياء التافهة فقط من أجل التهرب من الكتب)
المهم، صادفتُ -ولا أعرف هل أقول لحُسن حظي أم لسوئِه؟- شاباً من بلدنا، قد يكبرنا بسنواتٍ قليلة، لم ألحظ من أول مرة أنه يفتح باباً للشكوك بكُليماته الموجزة، لكنني تابعته فضولاً لأنّه ينقد بعض الأمور التي ظننتها -ونظنّها- تستحق النقد والتمحيص، بينما هو يتّبع سياسة خبيثة مفادها أن يتوصل بنا رويداً رويداً إلى فكرته التي يودّ نشرها وكأنها أقصى طموح حياته.
تابعته بصمت، كان يتكلم أحياناً عن "المطوّع" الذي تحتّم عليه وظيفته قضاء الوقت معه وهو يمقته أصلاً، وكان يحقّر به كل مرة، مثلاً حين قال يوماً -بعفوية كما تخيلته- "أن عيد الأم بدعة ويمكن لأيٍّ منا إهداء أمه في أي يوم من أيام السنة".. وأيّ مواضيع قديمة استُهلِكت لكنه طرحها كأنه ينبش ذكرى قديمة.. كان يتحدث عن هذا الـ"المطوع" كل يوم بسوء أوضح، بوقاحة واستحقار.. حتى فعلتُ أنا ما لطالما حذّرني عنه أبي ، ناقشتُه. أخبرته أن "مطوّع دوامهم" لا يمثّل كل مُتديّني العالم، هذا إن كان أساء التصرف أصلاً، أم أنه لم يقُل سِوا ما تعلمه من خطب الجمعة ببراءة طفلٍ تعلّم أن قُزح اسمٌ للشيطان ويجب أن نطلق عليه قوس الرحمن وليس قوس قُزح!
بغضّ النظر عن صدق المعلومة أو تلفيقها، هل كانت تستحق التشهير والتحقير هكذا؟
مع الأيام اكتشفتُ أنّه كرّس وقته لتشويه صورة المتديّنين.. و"المطوّع" ، والبِدع..  وكأنه يمهّد لشيءٍ ما.
حتى جاءت المفاجأة يوم كتب يوماً : "الآلهة وهم، ونأسف إذا كان هذا احباطاً للبعض..."
احباط؟ وهم؟؟ ماذا يقول هذا الأخرق؟ لحظة سأتنفّس جيداً وأعيد القراءة، أجزم أني لم أقرأ جيداً.. وهم!!!! الآلهة؟
استوعبت حينها لِما كان هذا يمهّد، ربما ذكر هذا صراحةً منذ زمن، يومَ لم أكن أنا أعرف ما يجري في هذا الموقع المشؤوم. لكن يبدو أنّه شرع في هذه الطبخة مجدداً من أجل متابعيه الجدد، ليعجِنهم معه ببطئ حتى يُلقي القنبلة فجأة. لكنها ستكون خفيفةً عليهم بما أنّها جاءت بعد تمهيدات منطقية بعض الشيء.
ارتفعت حرارة وجهي بفعلٍ جريان الأدرينالين في عروقِه. وهم؟ الإله وهم؟
ما "جلطني" حقاً هو سلسلة تعليقات آخرين مثله على العنوان ذاته : وهم الآلهة. وبدأت أقرأ وتثور البراكين داخلي..
تزاحمت داخلي حينها الآيات التي بدأت بـ"أَمَّنْ خَلَقَ/جَعَلَ/يُجِيْبُ/يَهْدِيْكُم/يَبْدَأُ"  وخُتمت بـ" أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ ۚ"؟
فأجبتُه بها، واستهزأ هو وجنوده .. وبدأتُ أثور أكثر.
أعترف أنّي استنزفتُ مشاعري وكميّات الأدرينالين داخلي في هؤلاء أكثر من أي أشخاص آخرين.
سمعتُ (بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا ۖ بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ) من مكانٍ ما داخلي.
في حينِ أرسل لي أحد الأصدقاء كان قد راقب الوضع ينصحني أن أوقف هذه الحوارات العقيمة. تذكرت كم كنتُ أردد هذه الجملة على مسامعك بعد كل مناقشة تحكي لي عنها، لكن انظر اليوم من يحتاجُ أن يُخبره أحد!
اقتحمتُ دواخل هؤلاء أكثر، قرأت لهم وعنهم، تماديتُ وهويت في الهاوية الذي حدّثني عنها صديقنا الآخر. كنتُ على جرفٍ هار يتربّص أن ينهار بي في أيّة لحظة..
تعمّقت حتى ظننتُ أن ألمي هذا لا يُضاهيه ألم.

في ليلةٍ من الليالي "لستُ أدري ما اعتراني.." تمددتُ وبدأتُ أفكّر.. كيف يعيش هؤلاء؟ لا ، صدقاً صدقاً كيف؟ كيف يستيقظ أحدهم وهو لا يستشعر أن قوة هائلة لا يراها هي من أيقظته؟ هي من سيّرت أموره في عمره الماضي وستفعلُ فيما بقى؟ لِمن يلجأون في أوجِ الألم؟
حسناً، دعنا من العاطفة الآن، حقاً حقاً ألا يرجعون يوماً إلى أنفسهم ليتفكّروا بكل هذهِ الدهشة حولهم..؟
لحظة دعنا نقِف هُنا لأعترف لك بشيء ..

منذ كنّا ندرس عن التفكّر والتأمل، ومنذ حفظت "تفكّروا في الخلق..." وحفظتُ وصفاً لأولي الألباب -الذين بجهلي حسبتني منهم ولم أكُن- : (..وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
منذ ذلك الوقت وأنا لا أعرف التفكر إلا ككلمة مستهلكة في مناهج الدراسة والمنابر وكُتب العلماء. حرفياً لا أفهم ولم أهتم قبلها أن أفهم.
حتى أتت تلك الليلة لتضعّ حداً للصراعات والأفكار والشكوك التي راودتني بعد تعمّقي في الموضوع، وقلت حرفاً: ماذا لو ألحدتُ ليومٍ واحد أو أسبوع؟ كيف سأقضي حياتي؟ كم معصية وشهوة كبتتُها منذ زمن لأن لي إلهاً -أحبّه وأخافه- سأرتكبُها اليوم لأنه لم يعُد لدي إله؟ أوه فعلاً هذا سبب إلحاد هؤلاء؟
وسألت السؤال الأغرب: كيف سأواجه السماوات والأرض؟ جدياً كيف سأتعامل مع هذه العظمة؟
قلتُ في لحظةٍ أظنّ أني لم أستوعب بالضبط ما نطقتُ حينها : ماذا لو ألحدتُ وتفكّرت في خلق كل هذا من جديد كأني لم ألحظهُ من قبل؟ لو ألحدتُ ولو لِسويعات أتفكّر فيها وأعود بقناعة مُطلقة إلى الحقّ الذي كنتُ عليه..
تساءلت وتساءلت ليلتها.. ثُم وجدتُ خدّاي مبللان، كنتُ أشعر بالفقد .. ماذا فقدت؟ لم أفقد شيئاً مادياً يومها، لكني فقدتُ شعوري بالأمان..

في اليوم التالي كنتُ قد تناسيتُ الأمر -ولا أقول كلياً- لكنني على الأقل تفاديتُ سوء المزاج ليومٍ كامل بما أن شيئاً أسوأ من الأيام الماضية لم يحدث، كنت قد بدأتُ أتعافى قليلاً من أفكار أولئك وسمومهم، لم أكن أشعر بك وأنت تهوي في القُعر أعمق وأعمق..
مهلاً ، هل قلتُ مجدداً أنني لم أشعر؟

...

بعد يومينِ من الليلة التي تساءلتُ فيها، رأيتُ في وجهك حيرةً لم ألحظها من قبل، أكانت هذه من تقاسيم وجهك أصلاً لكني لم ألحظها إلا الساعة؟ أم أنها أمرٌ مستجدّ..؟
تناسيتُ الأمر -كما أفعلُ مع كل أمر غريب- وأكملت يومي عادياً جداً حتى...
لا أعرف أين كنتَ أنتَ وقتها، أمسك بي صديقنا ذاك، همس لي بابتسامةِ وحسرة كلاماً مُريباً، قلتُ بمرح -ربما كانت آخر نبرةِ مرح اتحدث بها تلك الفترة- : ماه؟ لم أسمعك!
أعاد عليّ بحذرٍ لئلّا يسمع أحدٌ هذا الشيء الغامض، سمعتُ وفهمت تقريباً لكنّ تناقض ما سمعته وما أراه من ابتسامةٍ غريبة جعلني أسأله أن يعيد ثانيةً.. قال بصبر للمرة الثالثة : فُلان -يعنيك أنت- صاح بي بغضب أمس ونحنُ بين جمعٍ من الناس أنّه يُريد إجابةً لأسئلته حالاً!! بعد أن أخذ يردد الشبهات التي وقعت في قلبه ويذيّلها بـ"(كيف يعني!!) أريد جواباً!!!"

قلت من؟ على رسلك.. من فُلان؟ فلان نفسه؟
أجاب: نفسه. بدأ قلبي يعمل عمله المفضّل، النبض بدويّ يسمعه كل جزءٍ فيّ، وضخّ الدم بعنف..
فهمتُ أنّ تلك الابتسامة ابتسامة حُزن. أتعرف نوعاً من الابتسامات يُدعى ابتسامة الحُزن؟ أنا لم أكُن أعرف حتى رأيتُ صديقنا ذاك..
طلبتُ منه أن يسرد لي التفاصيل فوراً، بينما كنتُ أحاول استيعاب ما قاله.
حقيقةً ، وضّح لي كل شيء طلبت منه أن يوضحه، لكن في حالتي تلك، في خضم استيعابي لكونك تصيح أنّ لك شكوكاً تريد أجوبةً لها وإلا...
كانت أذناي تسمعان ولا تسمعان، ربما أصمّهما صوت النبضات الصاخب.. وأسأل نفسي مراراً، من؟ فلان نفسه؟ على شفا حفرةٍ من الإلحاد!!
كان يومنا الدراسي قد انتصف لتوّه، أذكر أني كنتُ مبهوتاً طوال النصف الباقي، كنتَ عادةً في حالةٍ كهذه تسألني بقلقٍ ما بك؟ لكن هذه المرّة كانت الحيرة التي رأيتها صباحاً في وجهك استحالت إلى اعتراض وسخط على كل شيء.. لدرجةٍ شغلتك عن سؤالي ما بي..
كلانا كان مشغولاً ، كنتَ مشغولاً في تقليب الشكوك والشبهات في رأسِك والاقتناع بها شيئاً فشيئاً، وأنا كنت مشغولاً بك. لم أواجهك ولم أواجه حتى نفسي بما حدث معي قبل يومين. نسيته في غِمار تلك النيران داخلي.

وحين انتهى يومٌ دراسي كئيب طويل، جئتُ أحاول إكمال يومي كأي يوم ، لكن لم أستطِع التفكير إلّا بك، تخيلتُ أنني أنت، تقمّصتك! ونسجتُ من الأحداث العامة تفاصيلاً، وتراءيتَ أمامي تقرأ شبهاتٍ وتزرعها في قلبك الخصب والقابل لنموّ أي شيء ، وتحفر لنفسك بين أكوامِ المساكين في هذا العالم، توشك أن تستلقي بينهم وتقول بغباءٍ مطلق: لا يوجد إله. الإله وهم. كنتَ تتراءى أمامي على جرفٍ هار..

تقمّصتك ولم أُنجِز في يومي ذاك غير تصوّر وضعك، تقمّصتك ورأيتُ في يقظتي قبل منامي أشياء غريبة، حملتُ رأسك معي في كل مكانٍ، أثقلتَ رأسي برأسك. نام رأسك وبقيت أنا.. كان لابدّ أن أفعل شيئاً، كل شيء وأي شيء إلا
أن أظلّ مكاني وأنا أراقب إيمانك يلفظ أنفاسه الأخيرة. أنّ ينهار بِك هذا الجرفُ الهار..

وضعتُ كل أشغالي ومسؤولياتي جانباً وبدأتُ أقرأ، أقرأ عن الملحدين ، عن دوافعهم لهذا الجُرم القبيح ، عن منبع فكرهم السفيه ومجراه..
فهمتُ ليلتها أنّ هؤلاء يتهربون من حقيقة أنّ هناك من يراقبهم في سرهم وعلانيتهم، لا تُعجبهم فكرة أن يُحاسبوا. بما أنهم فارغين مفرغين من أي هدف في حياتم إلا هدفٌ واحد: نشرُ هذا الفكر ، يودّون إشعالُ عود ثقاب يحرق كل إيمانٍ وُلِد لتوّه بأنّ هناك إله ودين. لكن (وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُوْرَهُ)..
من شدّة تقمّصي لك، بينما كنتُ أقرأ في المصحف الذي لطالما قرأتُه بجمود دون أن أشعر..
 قرأته وكأنّه اللقاء الأول، ذُهِلت من قدرة هذا الكتاب على إجابتي، حتى على أسئلة عقلي اللاواعي التي لم يواجهها وعيي أصلاً، انصهرتُ في أدلّته وبراهينه، وعِتابه.. أين كنتُ من كل هذا منذ زمن؟ لِما لم أقرأ آيات العقيدة بهذه الدهشة من قبل!
تقمّصتك حتى كنت أقرأ الآية وتهزّني لكني أُطالب داخلي بإقناعٍ أكثر، وكان يُجيب على الفور..
من كَتَب هذا الكتاب الذي يُخاطبني ويُعاتبني ويهزّ كتفي بشده لأستوعب ماذا حولي؟ كيف استطاع بشرٌ لا يعرفني أن يفعل؟ لا يمكنُ أن يكون هذا بشر..

في اليوم التالي، بعد معارك طاحنة مع نفسي وتقمّصي لك وخِطاب القرآن القويّ.. قلتُ لك ببرود متجاهلاً كل ما كان: لا تقرأ شكوكاً ثم لا تبحث عن إجاباتٍ لها.. لا تجعلها تتغلغل داخلك.. وأكملتُ الجملة بصوتٍ لا أظنّ أنك سمعته: ..وأنت ضعيفٌ مكتوف الأيدي.
قلتَ ببرودٍ أكثر وبنظراتٍ تحاول الهرب من الوقوع على عينيّ أنّك ستحاول البحث عن إجابات..

كنتُ أعلم أنك أخفيت عنّي صراعك الداخليّ لأني لطالما أنّبتك على فعلك هذا، آسف على قسوتي.. آسف لأنها تسببت في بناء حواجز بيننا لِوهلة.
أخبرتك أنّ الشكوك التي أصابتني جعلتني أقرأ القرآن بعقلٍ باحث، لا بلسانٍ يتقِن التجويد ولا يتقن غيره..
يومَها تحدثتُ كأنّ الأمرّ يخصّني وحدي، لم أخبرك حتى اللحظة أنّني عرفتُ بأمر انفجارك.. أعترف لك الآن.
حتى الكتب التي أظهرتُ شغفي بها ما هي إلا محاولات لجعلك تتصالح مع صراعك الداخلي وتفهمه، أن تُنهي مخاضك الفكري، أو حتى تبدأه لكن في طريقٍ صحيحة..

أقول لك الآن، أنّي أشكر إنفجارك الذي أيقظني، وأشكر أولئك الذين سخروا من نقاشي معهم كلما رموا الدين بأكاذيب جديدة، وأشكر كلّ فضولٍ دفعني لأقرأ عنهم أكثر.
وأشكر -وياللعجب- اللحظة التي قلتُ فيها: "ماذا لو ألحدتُ لسويعات؟"
ألم تلحَظ أن انفجارك تلاها بليلة؟
وتقمّصي لك تلاهما بليلة ويوم؟
كيف ظننتُ لوهلة أنّي لم أكن أشعر بك.. ؟
وأتعجّب مجدداً، كيف أجِد الإجابة على سؤالي بهذه السُرعة؟
وأقولُ بكامل إيمانٍ ويقين.. "واتَّقُوْا اللهَ وَيُعَلِّمُكُم اَلْلّه، واللهُ بِكلِّ شَيْءٍ عَلِيْم"
ويربيكم، ويؤدبكم، ويُجيب المضطرّ ويروي عطشَ اللاهث بحثاً عنه، ويُشبع جوع الحيران.. والله بكل شيءٍ عليم..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وداع ونجوم وقطّ أسود - مذكرات

عشيّـة

ضجيج .