هل نمتِ؟

أمي؟ هل غفوتِ وهناً بعد إجرام الزكام وتوابعه عليكِ؟ أنا آسفة لأني نسيتُ أن أذكرك بموعد دوائك ، يالسوءِ اختيارك الذي وقع عليّ كمُذكر!
أمي عجزتُ عن النوم؛ أنا أشعر بضيق تنفّس. أنتِ تعلمين متى يحلّ عليّ هذا الضيق؟ قلتِ لي مرةً شيئاً يخصّ القلق، وأظنّ أنكِ تعمدتِ عدم تكرارها. لا أعلم تحديداً لما.
اليوم شعرتُ "بجوعٍ روحيّ شديد" كما أطلقت عليه..
لا أعلم ما الذي صيّرني كذلك، لكنني مؤخراً حين أعود من مكانٍ يعمّ بصخب الحياة والأضواء والازدحام أشعر أنّي متعطشة.. لشيءٍ لا أعلم ماهيته. أتوجّه لنداء العطش هذا غير واعية ، وأجِد نفسي أركض نحو الخلوة والوحدة ، وأرجو الله أشياءَ ربما لم تكُن جديدةً على لساني لكنها كانت كذلك على قلبي.. أستغربُ من شيءٍ آخر ؛ أنا لا أبالغ لكني أحسستُ أني سأتناول صفحات ذلك المصحف داخل الدرج من شدة الجوع الداخلي. كنتُ شبِعةً من الحلوى التي تقاسمتها مع أختي ، لكنّ تجويفاً آخر ينتظر ملأه غير معدتي .
ممم، حالياً لا أشعر أنّه امتلأ بما فيه الكفاية ، أتساءل لما أبخل على نفسي ولا أشبعه؛ هل أدّعي التعب؟ ياللغباء! لم أُدرك أني أجلب هذا التعب بيديّ بإدّعائي هذا .

أمي لا أعرف كيف أكفّ عن انتظار شيءٍ من أحدهم ، كم أدرك أني أضيع وقتي وأستهلك مشاعري دونما جدوى؛ لكن تباً للإدراك دون تغيير .
تعلمين. كررتُ الدعاء لله ألا يعلق قلبي بغيره لكني في كل مرة أدعوه كنت أسرح في الدنيا ، علمتُ بعدها أنّ الله لن يستجيب دعاءً قيل بلسانٍ دون قلب .
عموماً، حقاً لا يتعبني ذلك الباب الذي أغلقتُه مع ذلك الأحدهم ، أعتقد أن الأمر بدا حاسماً ولم أتجرّأ على فتحه -حسب تصوري- ؛ ما يتعبني يا أمّاه تلك النوافذ التي أسترق النظر من خلالها إليه. المُتعب أنّي أعلم أنّي أُخادع نفسي ..

لا عليكِ. كنتُ أهذي. نامي مبكراً ما دمتِ قادرة على ذلك؛ غيركِ لا يقدر .
لحظة، منذ متى وأنا لا أقدر؟ لا أعلم، تعتقدين أنّي أتدلل؟ آمل ذلك . الأرق مُزعج وليس ممتعاً لأتدلل به .
تمنّيتُ أن تكوني مستيقظة لأقول لك هذا بدل أن أخزّنه في مذكراتي . آآآه .. -تنهيدة عميقة-
ليلةً سعيدة أمي .

٢:٥٧ص

تعليقات

  1. شئ ما في هذه التدوينة، يشبهني!
    هل هن هكذا بنات بدر ♥🙀

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وداع ونجوم وقطّ أسود - مذكرات

عشيّـة

ضجيج .