آنا الشاه الطنّازية D:



أمي وأبي المُسافران إلى قارةٍ أخرى من هذا العالم ، أفتقدكما.
أعلم أنّه وقت مذاكرةٍ وانّ الأمرّ جديّ وأنّه ليس من المُفترض أن أضيّع وقتي في تدوين كلام فارغ وأنّ كتاباتي هذه لن تغفِر لي هبوط درجاتي وأنّ كثرة التدوينات لا يُسمن ولا يُغني من جوع وأنّ...الخ.
لكنني حقاً أشتهي أن أرسل لكما رسالةً طويلةً عديمة الفائدة ، إسألاني لما أكتب لكما الآن تحديداً؟ حسناً هناك إجابة واحدة تقبلّاها رجاءً ولو كانت غير منطقية ، الإجابة تقول : لأنني شرعتُ قبل سُويعات في حل مسائل فيزيائية. أنا لا أمزح! وجود أوراق للمعادلات غير المفهومة حولي حقاً يُثير فيّ رغبةً في الكتابة.. إنّها ليست أول مرة منذ بدأتُ في مواعدة امتحانات الفيزياء. يالها من مادةٍ مُلهمة.
ضميري الدراسي يشعل حريقاً الآن داخلي لكنّي سأستمرّ في تجاهله وأكتب وأكتب وأكتب..
أمّي تخيّلي ما حصل ليلة أمس ، خلدتُ إلى فراشي ساعةً مُتأخّرة لأن غيداء –ابنتكِ المدللة- كانت تبكي وكنت أُحاول تهدئتها بطرقٍ مُضحكة ، منها أن أحكي لها قصةً قصّتها عليّ جدتي زوينة يَوم كنتُ صغيرةً . أتذكرين قصة "آنا الشاه الطنّازية أم عيون حمّارية أم ذنين صفّارية.." ؟ نعم هي ذاتُها ههه. مسكينة غيداء لم تحظَ بسماع هذه القصة على لسان الجدة زوينة.
الجيد أنّ غيداء ضحكت كثيراً خصوصاً حين قلتُ "من ياكل زيد ورباب أكله في هذي العصرانية" ثم رقدت بسلام مُتّكئةً على يدي. السيء أنّ يدي آلمتني طوال الليل ولم أستطع استرجاعها من تحت رأس غيداء خوفاً من أن تستيقظ وتبكي مجدداً .
لا يُهم. تعلمتُ من ليلة أمس أنّ يدك كانت قوية جداً لتحمل رأسي كل ليلة في أول 4 سنواتٍ من حياتي ، أو أنّ يدكِ لم تكن أقوى من يدي لكنّ صبرك عليّ كان قوياً وجميلاً..


أبي اطمئن لقد تأكّدتُ من أن كل أبواب المنزل موصدة ، ولم أدع مصباحاً مشتعلاً طوال الليل ولم أهدُر المياه. وأيقظتُ أخي ليصلي الفجر لكن بعدما طلعت الشمس ، أنا آسفة منبهي لم يتغلّب على نومي الثقيل :( أعِدك أن أحاول جاهدةً إقامة الصلاة في وقتها..
بالحديث عن صلاة الفجر
، أتعرف قصّة (( ارتحلوا. فإنه منزلٌ حضرنا فيه الشيطان)) ؟ متأكّدة أنّك تعرفها لأنك موسوعة تمشي على الأرض D:
المهم ، تطبيقاً لهذا الحديث غيّرت نهار اليوم موقع سريري في الغرفة ؛ علّ الشيطان لا يحضرني في الموقع الجديد فلا أفوّت الفجر مجدداً.. لا تقلقي يا أمي لم يؤلمني ظهري وأنا أدفع السرير والمكتبة وأبدّل بين أماكنهما ، هل ما زلتِ تؤنّبينني لو حركت شيئاً ثقيلاً؟ هيي دعي عنكِ حرصكِ الزائد أنا لم أعد صغيرة!


تذكّرت شيئاً ، تشاجرتُ قبل قليل مع أخي لأنّه يُضيع وقته كثيراً أمام التلفاز أو البليستيشن بدلاً من أن يراجع دروسه ، لكنّه لم يُعر غضبي اهتماماً. والآن حين خلوتُ بنفسي فكّرت وقلت: كيف له أن يُطيعني وأنا ماثلةٌ أمامه لا أجيد التقيّد بجدول وأعجز حقاً عن تنظيم وقتي؟ أصلاً كيف تجرّأتُ أن أعاتبه ! وقاحة ..
على كل حال سأحاول أن أكون قدوة حسنة لكني لا أعِدُكما؛ الأمر صعب.


بالمُناسبة يا أمّي أفتقدُ منظر جلوسكِ أمام الشرفة تحفظين عدّة آياتٍ وتجاهدين في حفظها ، حتى إذا ما نزلتِ إلى الطابق السفلي هممتِ بِمُراجعتها فوجدتِ نفسكِ تكادين لا تذكرين شيئاً منها.. لا تخشي يا أمي ضياع أجرِك ، أنتِ تتعاملين مع إله عادل لا يُساوي بين الذين يعملون والذين لا يعملون. آه لمَ أخبركِ هذا وأنتِ من أخبرتِني إيّاه أصلاً؟


سأكمل المذاكرة الآن ، لا داعي للقلق علينا نحنُ بأفضل حال وجدّتي لا تكفّ عن المُبالغة في الاعتناء بنا. لا ينقصنا شيء غيركما.


حسناً ، كيف هو الطقس معكما الآن؟ هل تجري أعمالكما على ما يُرام؟ آمل ذلك.
كونا سعيدَين. نحبّكما جداً.


 


 

تعليقات

  1. عظيم يا غدير عظيم! :"")
    ذكرتِني بالرسالة المشابهة لهذه التي كتبتُها قبلَ أكثر من عام حين سافر والداي :")
    أتعلمين؟ كنتُ أشتهي الكتابةَ لكن ألغيتُ الفكرةَ لإنهاكِ عقلي وجسدي حدّ الهلاك، لكن شةرًا لأنكِ تجعلينني أكتب. أحبُّكِ غدير <3

    ردحذف
  2. جميله جميله جميييله جمييله جميييلهجميييله جمييهاجمييبهجمييلهجميييلهجمييله ما عندي شي ثاني اقوله حلللوة الله يرجع اهلش بالسلامه 😭😭😭😭😭😭

    ردحذف
  3. غدييران، ما السرّ وراء كلماتك التي كُلما قرأتُها أخذَتني لمكاان بعيييد بععييييد جداً كعالمٍ آخر.. يا ذات الأسلوب الساحر "أحبش أنتِ وتدويناتش" 😍💘

    ردحذف
  4. جمالك غدير و عفويتك ')
    عظيمة غدير .. عظيمة!

    ردحذف
  5. ما شاء الله يا غدير أعجبتني جدا كتاباتك ونسق حروفك وعمق فكرك ، استمري فنحن متعطشون لمثل هذا الجمال .

    ردحذف
  6. غدييير!
    وربي دموعي نزلت، وجسمي تقشعر،
    مبدعة، بل ان مبدعة لاتكفي، قليلةٌ بحقك صدقاً
    اتعلمي! استرجعت لقطات صورك التي التقطيها لمنزلكم
    واعدت تركيبها في مدونتك،، شعرتُ للحظة بأني قد تعايشت معك، وقد كنت انظر إليكِ وأنتِ تقومين بتغيير ترتيب الغرفة
    ومن جهة أخرى، ألمح والدتك ترتل كتاب الله على تلك الشرفة
    عظيمةٌ انتِ يا غدير،، متيقنة أن والديكِ حين قراءا ما كتبتِ انتابهم الشوق العظيم لديكِ وودا لو أنهم يقبلاك ويقولوا شكراً لأنكِ أنتِ شكراً لأنكِ ابنتنا، وشكراً لرب السماء انه رزقنا بكِ

    كهذا اليقين الذي انتابني، اقول لكِ، شكراً لأنك بيننا، وشكراً لربي الذي رزقني معرفتي بكِ،،

    قد اكون اطلت الحديث، وقد اكون لم اكتب شيئاً بالاساس، لا اعلم، ولكن الذي اعلمه، بأني لم اعلم ماذا كتبت، بل ان عقلي وقلبي هما اللذان سطرا لكِ حروفي،، شكراً ثانيةً لأنك غدير ~

    ردحذف
  7. جميلتي ، رُغم أنني لم أركِ في حياتي إلا أَنِّي ما أن أقرأ لكِ إحدى تدويناتكِ الشهية أشعر أني أعرفكِ منذ سنين طويلة ، وكأن روحي إلتقت بروحكِ لا أدري هو شعورٌ مُبهم في الحقيقة ... لكن بالرغم من ذلك فأنا أحب أن أقرأ لكِ لأنتعش و ينتعش عنفوان الكِتابة داخلي ، أنتِ مُلهمة ، أشعر في هذه اللحظات بعنفوان الكتابة تفجّر فيَّ وأنا التي توقفت عن الكِتابة منذ أشهرٍ خَلَت ، شكراً لإشعالِها .

    ردحذف
  8. شعرت الآن انه كان من المفترض ان اكون اختك الكبرى!

    ردحذف
  9. ابدعتي غاليتي��❤

    جميل ومؤثر ماخطت يداك

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وداع ونجوم وقطّ أسود - مذكرات

عشيّـة

ضجيج .